1 - أبو بكر يبكي لمجرد مصاحبة الرسول برحلة المخاطر
لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرة من مكة إلى المدينة أتى الصديق في الظهيرة ، فلما قيل للصديق : هذا رسول الله ، قال : بأبي وأمي ، ما أتي به إلا لأمر جلل ، فلما دخل عليه قال : «أذن لي بالهجرة» ، فقال الصديق : الصحبة يا رسول الله ؟ فقال : «نعم» ، قالوا : فبكى الصديق رضي الله عنه فرحا ، تقول عائشة رضي الله عنها وأبيها وأرضاهما : وما كنت أظن الفرح يوجب البكاء بعد الذي رأيت من أبي رضي الله عنه وأرضاه
بكاء الصديق
ومن ذلكم أن الصديق رضي الله عنه لمافطن لخطبة خطبها النبي أنها توديع لهم وإخبار بقرب أجله بكى الصديق رضي الله عنه ،فخطب في آخر حياته قائلا : «إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده ، فاختار ماعنده» ، فبكى الصديق رضي الله عنه ، قالوا : إن المخير هو رسول الله ، وإن الصديق كان أعلمنا بذلك ، رضي الله عنه وأرضاه.
3- الصديق أبو بكر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعام
لما خطب بعد موت النبي بسنة ، وأراد أن يقول : إن رسول الله خطبنا في هذا اليوم من العام الأول بكى رضي الله عنه ، وغلبه البكاء مرارا ، ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، «ما أوتي عبد بعد الإسلام خيرا من العافية ، فاسألوا الله العافية» .
4- حتى بعد الموت
ولما حضرت أبا بكر الوفاة ، قال لهم : أي يوم هذا ؟ قالوا : يوم الاثنين ، قال : إن مت مساء فلا تنتظروا بي إلى الصباح ، فإن أفضل يوم أو ليلة عندي أن ألحق بمحمد فرضي الله عنه وأرضاه .
5- عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وهذا خليفته عمر رضي الله عنه ، حينما طعن وعلم أنه قرب أجله قال لابنه : يا بني ، إن أهم أمر علي أن أدفن بجوار محمد وصاحبه أبي بكر ، فاذهب إلى عائشة فقل لها : يقرئك عمر السلام ، ويستأذنك في أن يدفن بجوار محمد وصاحبه ، فذهب عبد الله إليها ، وإذا هي تبكي على عمر حزنا عليه ، فقال : يقرئك عمر السلام ، ويقول : أستأذن منك أن أدفن بجوار محمد وصاحبه ، قالت : لقد كنت أعده لنفسي ، وإني لأوثره على نفسي ، فرجع عبد الله إلى عمر ، فقيل : هذا عبد الله ، فقال أسندوني ، ما وراءك ؟
قال : ما يسرك يا أمير المؤمنين ، لقد أذنت أن تدفن بجوار محمد وصاحبه ، قال : الحمد لله ، إنه لأمر كان يهمني ، ثم قال : يا عبد الله ، إذا صليتم علي ، فمروا بجنازتي إلى عائشة ، فلعلها أن تكون قالته حياء مني ، فإن أذنت لي وإلا فضعوني مع المسلمين ، فلما صلوا عليه مروا به فقالت : ما كنت لآذن له حيا وأمنعه ميتا ، رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين .
__________________