وضعت إسرائيل نهاية دموية لرحلة قافلة الحرية قبيل وصولها إلى سواحل قطاع غزة المحاصر وأوقفت المتضامنين الأجانب المشاركين فيها، مشعلة في ذات الوقت غضب فلسطينيي عام 1948.
واقتحم قوات خاصة تابعة للبحرية الإسرائيلية فجر الاثنين كبرى سفن القافلة "مافي مرمرة" التي تحمل 581 متضامنا -معظمهم من الأتراك- داخل المياه الدولية، مخلفة 19 قتيلا و26 جريحا معظمهم من الأتراك.
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي غابي أشكنازي في مؤتمر صحفي بتل أبيب إن "العنف" تركز في القارب القيادي، وإن البحرية سيطرت على القوارب الخمسة الأخرى بدون مقاومة.
ونقلت مروحيات الجيش الإسرائيلي الجرحى إلى المستشفيات في حين تولت سفن البحرية الإسرائيلية مواكبة قافلة الحرية التي وصلت سفنها تباعا إلى ميناء أسدود حيث تم إنزال المتضامنين.
أشكنازي (يسار) ولى جانبه باراك
خلال المؤتمر الصحفي (رويترز)
السفينة الإيرلندية
وقال مراسل الجزيرة إن السفينة الإيرلندية تواصل التوجه إلى غزة بعدما تأخرت عن السفن التي تعرضت للهجوم والتي تحمل متضامنين أتراكا وفلسطينيين ولبنانيين وبعض الناشطين والنواب الأوروبيين.
وأعلنت إسرائيل السواحل المقابلة لغزة منطقة عسكرية مغلقة، ونقلت المتضامنين إلى ميناء أسدود تمهيدا لطردهم إلى بلادهم باعتبارهم مهاجرين غير شرعيين، واعتقال من يرفض التعريف بنفسه والتوقيع على تعهد بعدم العودة.
يذكر أن سفن قافلة الحرية الست تحمل على متنها نحو 650 متضامنا، إضافة إلى نحو عشرة آلاف طن من المساعدات الإنسانية الموجهة إلى سكان غزة.
وبينما باشرت أجهزة الجيش الإسرائيلي تفتيش المتضامنين والسفن الراسية، قال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إن 16 منهم أوقفوا بعدما رفضوا التعريف بأنفسهم.
وبين المحتجزين عدد من الصحفيين منهم طاقم شبكة الجزيرة المكونة من سبعة صحفيين ومصورين، وصحفي ومصور بلغاريان بالإضافة إلى صحفي إماراتي.
ودفع وجود العدد الكبير من الأجانب في الاحتجاز الإسرائيلي سفراء وقناصل بلادهم إلى التحرك حسبما أفاد مراسل الجزيرة الذي قال إن ممثلين عن وزارة الخارجية الإسرائيلية موجودون بدورهم داخل ميناء أسدود بغرض التنسيق.
وتردد أن زعيم الحركة الإسلامية في أراضي 48 الشيخ رائد صلاح بين جرحى الهجوم، إلا أن عضوة الكنيست حنين الزعبي -التي كانت على متن إحدى السفن المتأخرة- أبلغت النائب عن حزب التجمع الديمقراطي جمال زحالقة لاحقا بأن الشيخ صلاح ووفد أراضي 48 بخير.
إشعال النيران في الإطارات
على مشارف مدينة أم الفحم (الجزيرة نت)
نتنياهو يدافع ويأسف
في هذه الأثناء دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أوتاوا عن الهجوم الإسرائيلي على القافلة، واعتبر خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر أن جنوده كانوا يدافعون عن النفس.
وأعرب نتنياهو -الذي قرر قطع زيارته لكندا وألغى زيارة مقررة سلفا لواشنطن- عن أسفه لسقوط قتلى، مضيفا أن الجنود "تعرضوا للطعن والضرب وحتى لإطلاق النار".
وكان الهجوم على القافلة وأنباء إصابة الشيخ صلاح قد فجرت غضب فلسطينيي 48 على السلطات الإسرائيلية فتظاهر عدد منهم أمام مقر رئيس الحكومة بالقدس ووزير الدفاع بتل أبيب، في حين اتخذت ردود الأفعال في أم الفحم شكل المواجهات مع قوات مكافحة الشغب الإسرائيلية.
وأضرم شبان فلسطينيون غاضبون في أم الفحم النار في الإطارات المطاطية، وخاضوا مواجهات كر وفر مع الشرطة التي تصدت لهم بإطلاق القنابل الصوتية والقنابل المدمعة.
وتحرك النشطاء الموالون لليمين الإسرائيلي بدورهم حيث نظم عدد منهم مظاهرات مناهضة، واعتدى بعضهم بالضرب على مدير مكتب الجزيرة وليد العمري وأصابوه إصابة طفيفة، بينما وضعت الشرطة الإسرائيلية قواتها في القرى العربية داخل الخط الأخضر في حالة تأهب.
حســـبنا الــلــه ونــعـــــم الـــوكـــــيــــــل ...الـــلــهم انـــصـــر الــمــسلــمـــيــــن.